لاشك ان نجاح أي حكومة وشعبيتها يقاس بمدى سعادة الشعب الذي تقوده وذلك عن طريق توفير الخدمات وسبل الراحة له والسعي لتلبية احتياجاته والاستجابة لتطلعاته وطموحاته، ولاشك عندي ان الحكومة المصرية فاشلة في ذلك بامتياز فالخدمات اما انها غير موجودة او انها بالغة السوء وليس ادل على ذلك من فشل الحكومة حتى في تلبية ادني الاحتياجات الاساسية للمواطنين. وربما تمثل الانتخابات البرلمانية الاخيرة صورة فجة لمدى احترام الحكومة لرغبات الشعب والاستجابة لتطلعاته في اضيق الحدود باجراء انتخابات نزيهة يتنافس فيها مرشحون اسوياء لخدمة الشعب.
غير ان الحكومة تعتمد في ارضاء الشعب المصري على توفير قدر من الكوميديا الراقية فيما يعد حالة من الزهد والترفع عن الامور المادية والدنيوية الرخيصة وتوفير الغذاء المناسب للعقل والروح. وهي كوميديا بحق راقية لانها تأتي تلقائية وعفوية ودون تدبير ولا تشعر فيها ان ثمة ممثلا يقف على المسرح ليلقي نصا محفوظا بمساعدة الملقن. وروعة الكوميديا المصرية تتأتي من كونها كوميديا غير هادفة وكأن الحكومة تؤمن بنظرية الفن للفن رغم ان الدهر عفى عليها.
والدكتور سرور – الذي يتمثل انجازه الرائع في الحياة البرلمانية المصرية في الخروج بنظرية سيد قراره - مثلا يقول بمنتهى التواضع انه عندما يقود جلسات مجلس الشعب فانه ينسى تماما انه ينتمي الى الحزب الوطني. ولا ادري حقيقة هل مبعث ذلك هو الموضوعية المطلقة التي يتحلى بها سيادته ام انه الاندماج الزائد مع الدور وتقمصه. على أي حال فالدكتور نظيف الكوميديان الناشيء لابد وان يبز الدكتور سرور ويسجل سبقا يحفظ له مكانته كرئيس للحكومة. والدكتور نظيف له باع طويل في التصريحات المثيرة للجدل. ومنذ سنوات اثناء حجه المبرور الى واشنطن نيابة عن الرئيس مبارك صرح بان الشعب المصري لم ينضج وانه غير مؤهل بعد لتحمل تبعات الديمقراطية. والدكتور يعني ببساطة ان الشعب المصري يحمل نير الاستبداد والدكتاتورية بصورة طيبة وبدون تذمر وانه ربما كان الشيء الوحيد المؤهل لحمله في المرحلة الحالية اما الديمقراطية فتحتاج الى مستوى من النضج لم يصل االيه الشعب بعد لان الديمقراطية كما يرى الدكتور تمثل عبئا اثقل من عبء الاستبداد سينوء به كاهل الشعب الذي اعتاد على الملمس الطيب والرقيق لنير الاستبداد.
غير ان الدكتور نظيف اثار موجة من السعادة لدى الشعب عندما صرح مؤخرا تعليقا على الانتخابات ان "اكتساح" الوزراء في دوائرهم الانتخابية هو مؤشر ودليل وبينة وبرهان على شعبية الحكومة. والمرء قد يتخيل أي شيء في العالم الا ان تكون الحكومة المصرية لها شعبية. وعندما حوصر وزير الثقافة ابان ضياع لوحة "زهرة الخشخاش" برر الضجة المثارة حول اللوحة كلها بان الحكومة مكروهة. واتبع هذا التصريح الواقعي الذي خرج منه تلقائيا بتصريح اخر اراد ان يصلح به ما شعر بانه خطأ فادح فقال "الحكومات كلها مكروهة". والتصريح الاول صحيح اما الثاني فهو تصريح خاطيء ومحاولة للتملص من تصريح نادر في صحته يصدر من مسئول من الحكومة عنها.
ودفعني تصريح الدكتور نظيف حول "الشعبية الجارفة للحكومة" الى اجراء بحث بسيط على جوجل عن مدي شعبية الحكومة المصرية في اليوم التالي لتصريحه وباستخدام الاقواس – التي تؤدي في العادة الى ظهور اقل عدد من النتائج وادقها ايضا – وباستخدام عبارات دلالية تشير الى شعبية الحكومة والنظام من عدمها. وكل عبارة موضح امامها عدد مرات تكرارها على جوجل. واعتقد ان ذلك يقدم مؤشرا الى حد ما عن شعبية الحكومة والنظام وقدرتهما المزعومة على "الاكتساح".
7 "Mubarak's unpopular regime"
"the unpopular Mubarak regime" 7
"Mubarak's hated regime" 1
"unpopular Egyptian government" 19
"hated Egyptian government" 22
"hated Egyptian regime" 7
"the hated regime of Mubarak" 1
"Mubarak's popular regime" 0
"the popular Mubarak regime" 0
"Mubarak's liked, loved, beloved, acceptable, tolerable regime" 0
"popular Egyptian government" 5 لا تشير أي منها الى شعبية الحكومة
"beloved Egyptian government" 5 كلها ساخرة وتهكمية
"beloved Egyptian regime" 0
"the beloved regime of Mubarak" 0
"النظام المصري المقيت" 14
"نظام مبارك المكروه" 1
"النظام المصري الكريه" لايوجد
"مبارك المرفوض شعبيا" 16 "اكثرها يشير الى رفض جمال مبارك"
"الحكومة المصرية المكروهة" 4
"نظام مبارك ذو الشعبية" لايوجد
"نظام مبارك ذي الشعبية" لايوجد
"نظام مبارك المحبوب" لايوجد
"الحكومة المصرية المحبوبة" 3 "كلها تهكمية"
"الحكومة المصرية ذات الشعبية" لايوجد
"النظام المصري المحبوب" لايوجد
"نظام مبارك المرضي عنه" 1 " امريكيا واسرائيليا"
No comments:
Post a Comment